كنيسة القيامة من أعرق كنائس بيت المقدس ،استغرق العمل في بنائها أحد عشر عاما إذ بدأ عام ثلاثمائة وخمسة وعشرين وانتهى عام ثلاثمائة وستة وثلاثين للميلاد.
أشرفت على بنائها الملكة هيلانه والدة الإمبراطور قسطنطين ..هذل وقد عثرت الملكة هيلانه أثناء زيارتها إلى بيت المقدس على خشبة الصليب الذي علق عليه السيد المسيح ،وأرادت بناء كنيسة في المكان.
لبى الإمبراطور رغبة والدته ،ولم يوفر مالا ولا حرفيين أو خبراء في سبيل بناء كنيسة لائقة، وأشرف على البناء بشكل مباشر مهندس سوري اسمه"زينو بيوس،ورجل دين من شيوخ الكنيسة اسمه يوستاثيوس.
تم تكريس كنيسة القيامة سنة ثلاثمائة وست وثلاثين ،وتوجه الأساقفة الذين كانوا يحضرون مجمعا محليا في صور إلى بيت المقدس للمشاركة في حفل التكريس الذي أعلنت فيه قدسية كنسية القيامة أو الضريح المقدس .
يمكن تميز الكنيسة بوضوح في خارطة مأدبا الفسيفسائية ،حيث كان يدخلها الناس من باب ثلاثي لا تزال أقسام منه قائمة حتى اليوم .
وبني فوق الضريح المقدس بناء مدور ،وبنيت ما بين الباب والمبنى الدور باسيليكا كبيرة ،وخمسة أروقة بين الأعمدة مع جناح مدور بارز في ساحة متسعة ،فبقي موضع الصليب منعزلا على حدة باعتباره مزارا قائما بذاته .
تميز البناء بجلال التصميم ووفرة الزينة ،وأدخلت عليه تحسينات باستمرار منها التزينات التي قامت بها الإمبراطورة يودقيا في منتصف القرن الخامس للميلاد.
تمتعت كنيسة القيامة ولا تزال بأهمية استثنائية وقد وصفها الرحالة المسلمون الذين زاروا بيت المقدس ومنهم ناصر خسروا الذي يقول:"للنصارى في بيت المقدس كنيسة لها عندهم مكانة عظيمة ويحج إليها كل سنة كثير من بلاد الروم.
وهذه الكنيسة فسيحة ،وهي عظيمة الزخزف من الرخام الملون والنقوش والصور .في كنيسة القيامة دير للرهبان الفرنسيين الذين يخدمون في الكنيسة ،وهم ينتسبون إلى القديس فرنسيس الأسيزي الذي جاء إلى القدس سنة ألف ومائتين وتسع عشرة،ووافق البابا اكلمنطس السادس ببراءة بابوية سنة ألف وثلاثمائة واثنين وأربعين على وجود الفرنسيين في الكنيسة على أن يكونوا حراس الأراضي المقدسة باسم العالم الكاثوليكي وقد قاموا بترميم الكنيسة مرتين أخراهما سنة ألف وسبعمائة وتسع عشرة ،وأقاموا فيها بناء جديدا سنة ألف وتسعمائة وسبع وستين .
وللرهبان الفرنسيسيين حصة وافرة في كنيسة القيامة ،في كل يوم يقيمون الصلاة إلى جانب طواف يومي في مختلف ربوعها .
إلى جانب هذا الدير الكاثوليكي ،هناك الأديار الأرثوذكسية وأولها دير الروم الأرثوذكس ،أسس بطريك القدس اليوناني جرمانوس أخوية القبر المقدس ،بعد الاحتلال العثماني لفلسطين ويعد أعضاء هذه الأخوية حراس الأراضي المقدسة باسم العالم الأرثوذكسي .
للرهبان الذين يخدمون في الكنيسة مساكن في القيامة عينها وعند ساحة القيامة شرقا يقوم دير القديس إبراهيم الذي اشتروه سنة ألف وستمائة وستين من الأحباش .
منذ أيام البطريك جرمانوس ،عمل الروم الأرثوذكس اليونان على التوسيع في كنيسة القيامة وبعد احتراقها سنة ألف وثمانمائة وثمان ،توصلوا إلى الانفراد بترميم أكبر قسم منها بموجب مخططاتهم ،ولهم اليوم أكبر حصة فيها ،ومنها محور الكنيسة المعروف بنصف الدنيا ،وفي كل يوم يقيمون الصلاة هناك .
وللأرمن الأرثوذكس بعض المساكن في كنيسة القيامة ،ولهم الحصة الثالثة فيها ومنها قسم الرواق الذي يشرف على القبر المقدس وكنيسة القديسة هيلانة ،وهم بدأوا التوسع في الكنيسة منذ القرن السابع عشر الميلادي ،وفي كل يوم يقميون الصلاة هناك .
أما الأقباط الأرثوذكس ،فلهم مكانة ثانوية في الكنيسة ،يؤدون صلواتهم في معبد صغير بنوه ملاصقا للقبر المقدس ،سنة ألف وخمسمائة وأربعين ،ثم جدد بعد حريق سنة ألف وثمانمائة وثمان .
وأخيرا يقيم السريان الأرثوذكس الصلاة كل أحد في معبد للأرمن يقوم حنيه القبر المقدس الغربية .
ولا شك في أن أعظم احتفالات كنيسة القيامة عند جميع الطوائف المسيحية هي احتفالات الأسبوع المقدس والفصح ،التي تتم في أقدس مكان مسيحي في القدس .
مصدر آخر :
تعتبر كنيسة القبر المقدس والمعروفة بكنيسة القيامـة ( أناستاسيس ) لدى المسيحيين الشرقيين أقدس وأقدم مكان مقدس مسيحي في العالم، ويقع بناء الكنيسة في الربع الشمالي غربي من القدس القديمة على موقع يضم الجلجثة أو الجمجمة وهو المكان الذي صلب فيه السيد المسيح وقام من بين الأموات.
بعض المواقع التاريخية المقدسة والتي تبين لاحقاً أنها مبنية على تقليد زائف وليس على الحقائق التاريخية فإن المؤرخين وعلماء الآثار يؤكدون أن كنيسة القبر المقدس متواجدة فوق القبر الفعلي للمسيح وما يلي أهم الإثباتات الداعمـة:
* العناصر الطبوغرافية لموقع الكنيسة متساوقة ومتلائمة مع الوصف الإنجيلي والذي يقر أن يسوع المسيح صلب على صخرة تشبه الجمجمة خارج أسوا المدينة ( يوحنا17:19 ) ويحدث عن تواجد قبر على مقربة من موقع الصلب ( يوحنا 42-41:19 ) البساط الأخضر والذي يدعوه يوحنا في إنجيله بالحديقة ما هو إلا نتيجة الثرى والبذور المتطايرة بفعل الرياح والتي رويت ونبتت بفضل أمطار الشتاء.
* بالغم من أن موقع الكنيسة يتواجد الآن داخل أسوار المدينة إلا أنه وقت صلب المسيح كان بالتأكيد خارج أسوار المدينة والسبب في ذلك أنه في السنوات 44-41 قام هيرودوس أجريبا بتوسيع أسوار مدينة القدس وعندها فقط تم ضم موقع القبر المقدس ومنذ ذلك لم يعد خارج الأسوار بل داخلها.
* الطائفة المسيحية في القدس كانت تعقد طقوس عبادة في نفس الموقع المذكور حتى سنه 66م ، وحتى عندما أدخلت هذه المنطقة داخل أسوار المدينة سنه 43-41م فإن الكنيسة لم تبنى بعد.
* الموقع الذي تم إختيارة لبناء كنيسة القبر المقدس بمبادرة الإمبراطور قسطنطين سنه 326م كان مكلفاً وغير عملي: فالبناء يتطلب هدم مبان ضخمة من بينها المعبد الذي بناه الإمبراطور هايدريان لذا، فإنهم وقبل المباشرة بالهدم والبناء بالتأكيد تفحصوا، دققوا وأمعنوا النظر بالتقليد المحلي للجماعة المسيحية آنذاك بخصوص الموقع الفعلي لصلب وقبر المسيح، خاصة أنه على مقربة إلي الجنوب كان هناك موقع مثالي ( يدعى Hadrian Forum ) وأسهل جغرافياً ومعمارياً لناء الكنيسة والذي كان من الممكن أن يستغل لو كان هو المكان الفعلي والمتعارف عليه بين المسيحيين الأوائل على أنه موضع صلب ودفن المسيح.
* شاهد العيان المؤرخ يوسيبوس ( Husebius ) يشهد أنه أثناء عمليات الحفر والكشف عن الآثار، تم إكتشاف الموقع الأصلي.
بناءاً على النقاط المهمة المذكورة أعلاه فإن دليل إكسفورد الأرخيولوجي للأراضي المقدسة يلخص: " هل هذا هو المكان الذي فيه صلب مات وقبر المسيح؟ أغلب الظن، نعم! " ويتبين أن الجماعة المسيحية الأولى في القدس كانت تقيم إحتفالت ليتورجية عند قبر المسيح منذ وقت قيامته من بين الأموات وحتى سنه 66م عندما سيطر الرومان على المدينة. وبعد أقل من قرن سنه 135م قام الإمبراطور هايدريان ببناء معبد أفروديت، وقد كان هدفه من ذلك القضاء على موقع القبر ولكنه أدى في حقيقة الأمر إلي الحفاظ عليه ( بعد أن عرفنا هدفه الخبيث ).
وقد ظل الموقع مطموراً تحت المعبد الوثني حتى حوالي سنه 312م عندما إعتنق الإمبراطور قسطنطين العظيم المسيحية جاعلاً منها ديانة الإمبراطورية الرسمية وسرعان ما أظهر حماساً وإهتماماً بالمواقع المقدسة ذات الصلة بديانته الجديدة وقد قام بتمويل بناء كنائس عده في كل مكان من الأراضي المقدسة وأهمها كنيسة القبر المقدس، وقد كلف الإمبراطور قسطنطين القديس مكاريوس، أٍقف مدينة القدس آنذاك ببناء أجمل باسيليكا على ذلك الموقع وقد بوشر ببنائها سنه 326م بعد تدمير معبد هايدريان. وتم تكريسها رسمياً سنه 336م أثناء عمليات الحفر والتنقيب عثرت القديسة هيلانه والده الإمبراطور قسطنطين على الصليب الحقيقي الأصلي بجانب قبر المسيح في الواقع هي عثرت على ثلاثة صلبان صليب المسيح وصليبي اللصين ولتمييز الصليب الحقيقي أحضرت إمرأه ميته لتلامس كل صليب وقد قامت من بين الأموات عندما لامست أحدهم وهكذا عرفت القديسة هيلانه أن هذا هو صليب الرب يسوع.
وقد بنيت الكنيسة حول تله الصليب التي تم حفرها والتنقيب عنها (excavated hill of crucifixion ) وهي في الواقع عبارة عن ثلاث كنائس متصله بنيت على المواقع الثلاث المقدسة والتي ضمت: باسيليكا عظيمة، ردهة مطوقة بنيت حول صخرة الجلجثة، ومبنى مستدير ( rotunda ) والملقب بـ أناستاسيس ( قيامة ) والذي إحتوى بقايا الكهف/ القبر الذي تبين للقديس الأسقف مكاريوس والقديسة هيلانه على أنه موقع دفن المسيح وقد تم شق الصخرة المحيطة ووضع المسيح داخل هيكل صغير ( معروف بـ edicule ) وسط المبنى المستدير وقد تم الإنتهاء من بناية قبه المبنى المستدير مع نهاية القرن الرابع ولكن قبر المسيح لم يكن جاهزاً يوم تكريس الكنيسة سنه 336م وذلك بسبب الجهد والعمل الهائل الذي يتطلبه شق الجرف الصخري بهجف عزل القبر وقد نجحوا في إنجازه سنه 384م.
سنه 614م غزا الفرس مدينة القدس وأضرموا حريقاً في مبنى الكنيسة مما ألحق أضراراً فادحه وقد قاموا أيضاً بسرقة الصليب الكريم الحقيقي ولكن سنه 629م دخل الإمبراطور هرقل القدس منتصراً وأعاد الصليب الحقيقي لكنيسة القبر المقدس التي أعيد بنائها على يد البطريرك موديستوس ولم يحو البناء الجديد أي تغيير جذري على الخارظة الأصلية.
سنه 638م أحبر المسيحيون على الخضوع وقام البطريرك القديس صفرونيوس بأخذ العهده العمرية وتسليم القدس للسيطرة الإسلامية بقياده الخليفة عمر بن الخطاب ولكن عمر رفض أن يصلي في كنيسة القبر المقدس قائلاً: " إذا صليت داخل الكنيسة سوف تخسرون الكنيسة لأن جماعة المؤمنين ( المسلمين ) سوف يأخذونها منكم زاعمين أن عمر صلى هنا ".ومع ذلك تبع هذا العمل النبيل عواقب وخيمة.
تابعت كنيسة القبر المقدس عملها وخدمته ككنيسة مسيحية وذلك تحت حماية عمر بن الخطاب والخلفاء المسلمين الأوائل ولكن هذا الواقع تغير في 18 تشرين أول سنة 1009عندما قام الخليفة الفاطمي منصور ( الحاكم بأمر الله ) وبكل وحشية بتدمير جميع كنائس القدس ومن ضمنها كنيسة القيامة العظيمة ومن منظار ساخر لو قام عمر بتحويل الكنيسة إلي جامع لترك ( الحاكم بأمر الله ) الكنيسة وشأنها ولكنه في الواقع أمر بهدم جدرانها وتهجم على قبر المسيح المقدس بالمثاقب والطارق، متوقفاً فقط عندما غطى الحطام بقايا ما تبقى من الكنيسة علماً بأن الجدران الشرقي والغربي هدما كلياً.
وقد منع المسيحيون آنذاك من زيارة حطام الكنيسة وإستغرق الإمبراطور البيزنطي قسطنطين التاسع مونوماخوس سنه 40 من المفاوضات مع خلفاء ( الحاكم بأمر الله ) لإبرام معاهدة سلام أعطته الإذن لإعاده بناء كنيسة القبر المقدس سنه 1048م ولكن الإعتمادات المالية لم تكن كافية لترميم الكنيسة الأصلية بشكل كامل فإضروا التخلي عن قسم كبير منها: الردهة والباسيليكا أما الفناء والمبنى المستدير فقد تم ترميمهم والأخير تم تحويله إلأي كنيسة بإدخال قبه كبيرة في واجهة المبنى المستدير.
في 15/07/1099م إستولى الصليبين على القدس وأعلن ققائدهم عن نفسه " حامي القبر المقدس " وقد باشروا بترميم الكنيسة على الطراز الرومانسكي في وقت متأخر نسبياً وذلك سنه 1112م وفي البداية قاموا ببناء دير بموقع الباسيليكا قسطنطين المدمرة ( أي التي بناها قسطنطين ) وفي سنه 1119م تم إستبدال الهيكل ( المبنى الصغير ) الذي يحوي كنيسة على الطراز الرومانسكي كرست سنه 1149م وأضيفف برج أجراس سنه 1170م وشكل الكنيسة الحالي يعود بالأساس الرميمات التي قام بها الصليبيون.
ولم تكن السنوات اللاحقة أق سوءاً لكنيسة القبر المقدس بل على العكس فقد عانت من الضرر، التدنيس، الإنتهاكات، والإهمال. ومحاولات الترميم جلبت الضرر أكثر منها فائدة أما في سنه 1555م قام الفرنسيسكان بإصلاحات وترميمات هامة ولكن إندلاع حريق سنه 1808م ألحق الضرر الكبير لمبنى الكنيسة: إنهيار قبه المبنى المستدير، محق المعالم الخارجية للهيكل ( المبنى الصغير المعروف بـ edicul ) الذي يحوي بداخلة القبر المقدس ولم تطل النيران الجزء الداخلي من هذا المبنى.
وفي 30/09/1808م وحسب الكثير من المراجع فإن الحريق الكبير إبتدأ من الجزء التابع لطائفة الأرمن في كنيسة القيامة وقد تم إعادة إعمار ما دمر في الحريق سنه 1810م أي ( المبنى الصغير المعروف edicul ) وما حوله وأعيد بناء الهيكل الجديد على نفقة كنيسة الروم الأرثوذكس بالرغم من إعتراضات الأرمن واللاتين.
ومن الجدير بالذكر أن هذا البناء يشمل صلوات عن الصليب والقيامة باللغة اليونانية مأخوذة من كتاب المعزي للقديس يوحنا الدمشقي وفي داخل القبر المقدس وفي داخل القبر المقدس وفي الجهة العليا تم توقيع إسم المهندس كالفاس كومندينوس ميتيلينيوس سنه 1810م الذي قام بهندسة البناء وكان السبب لهذا التوقيع في القبر المقدس لتأكيد حدث الحريق النابع من إدارة الأرمن وبنائه من كنيسة الروم الأرثوذكس وتم كتابة جملة واحدة في المدخل الخارجي وهي:
" ملك وتقديس للمسيح من الروم الأرثوذكس 1810م "
باللغة اليونانية والتاريخ باللغة العربية.
سنه 1959م إتفقت الطوائف الثلاثة ( كنيسة الروم الأرثوذكس واللاتين والأرمن ) على تطبيق خطة ترميم رسمية رئيسية وقد تم تدريب البنى المحليين على كيفية نقش وشذب حجارة المبنى المستدير ( الذي تعلوه القبة ) على طراز القرن الحادي عشر والكنيسة على طراز القرن الثاني عشر.
الوضع الراهن :
منذ ترميمات 1555م ( التي قام بها الفرنسيسكان ) فإن السيطرة على كنيسة القيامة تأرجحت بين كنيسة الروم الأرثوذكس، وبين طائفة اللاتين ( الفرنسيسكان ) وهذا المر تعلق بقدرة كل طرف على تحصيل فرمان محاب لها من الباب العالي ( الإمبراطورية العثمانية ) يوسع سيطرتها، وفي سنه 1767م وبعد أن سئم الباب العالي من نشوب الشجارات، وكذلك من العنف المصاحب لها فرر إصدار فرمان يقسم الكنيسة بين الطوائف المدعية، وقد تم التأكيد على هذا بإصدار فرمان آخر سنه 1822م والذي مهد الطريق لوضع ستاتوس كفر مما جعل ترتيبات التقسيم بين الطوائف دائمة.
الحراس الثلاثة الرئيسيون لكنيسة القبر المقدس هم: كنيسة الروم الأرثوذكس، الأرمن، واللاتين. في القرن التاسع عشر حصل الأقباط الأرثوذكس، الأثيوبيون الأرثوذكس، والسريان الأرثوذكس على مسئوليات أقل من ضمنها مذاخر ومبان أخرى داخل وحول بناية الكنيسة، وتنظم إتفاقية أوقات وأماكن العبادة لكل واحدة من الكنائس.
الدخول لكنيسة القبر المقدس يكون عبر باب وحيد يقع في الجزء الجنوبي من الكنيسة ومفاتيح الدخول للكنيسة الآن موجودة بحوزة عائلتين مسلمتين محايدتين: عائلة نسيبة والتي وكلها صلاح الدين الأيوبي هذه المسئولية سنه 1192م وعائله جودة التي وكلتها السلطات العثمانية أن تساعد عائله نسيبة في فتح وإغلاق الباب الجنوبي بشكل يومي ومن المهم ذكره أن ما بين السنوات 1190-1187 بعدما هزم صلاح الدين الأيوبي الصليبيين حول قسم من بطريركية الروم الأرثوذكس إلي جامع ( لأن البطريركية كانت بقرب كنيسة القيامة ) ولكن بعد الإـفاقية التي أبرمت مع إمبراطور بيزنطة إيساخيوس إيجيليوس أعيد الوضع كما كان عليه سابقاً.
تقسيم الكنيسة من الداخل:
في مركز كنيسة القبر المقدس ومباشرة تحت القبة الكبرى ( والتي رممت مؤخراً ) يقع القبر المقدس تزينه الشمعدانات الضخمة ينقسم البناء من الداخل إلأي غرفتين الغرفة الخارجية عبارة عن دهليز لإعاد الميت ويقال لها كنيسة الملاك، أما المدخل الصغير المغطى بارخام فهو الباب الحقيقي للقبر الأصلي والذي تم إغلاقه بحجر إثر موت السيد المسيح كما يقول الإنجيل ( متى28 : 1-6 ) في وسط الدهليز نجد عموداً قصيراً يحمي تحت الزجاج قطعة أصلية من الحجر إلي اليمين مقعداً من الرخام يغطي الصخرة الأصلية التي وضع عليها جسد يسوع من مساء الجمعة وحتى صباح الفصح>
وتؤدي كل من كنيسة الروم الأرثوذكس، اللاتين والأرمن خدمة الليتورجيا داخل القبر المقدس. وفي سبت النور تجرى هناك خدمة فيض النور والتي يترأسها بطريرك الروم الأرثوذكس في القدس. وخدمة صلاه فيض النور هي فقط لكنيسة الروم الأرثوذكس، أما الأرمن فلهم إشتراك محدود وليس لهم الحق بالدخول إلي القبر المقدس ولكن فقط لهم الدخول إلي القسم الأول قبل باب القبر.
أعجوبة فيض النور
تسهد كنيسة القبر المقدس كل سنه وقبل أحد الفصح المجيد حدثاً رائعاً وملهماً للغاية فعند ظهر سبت النور يدخل بطريرك القدس للروم الأرثوذكس إلأي القبر المقدس، وينتظره في الخارج الأساقفة وباقي الإكليروس وبعد الإنتهاء من الصلوات والأفاشين التي يتلوها البطريرك يظهر نور أعجوبي ويقوم البطريرك بإيضاء شمعتين ويخرج من القبر المقدس لتضاء باقي الشموع في الخارج، ويصل النور إلي معظم الكنائس الأرثوذكسية.
وفي سنه 1579م منع بطريرك الروم الأرثوذكس من الدخول إلي القبر المقدس على السلطات التركية، وأعطى الدخول إلي طائفة الأرمن لتقوم بالخدمة وقام بطريرك الروم الأرثوذكس ولفيف من الأساقفة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات وجميع المؤمنين بصلاه فيض النور خراج كنيسة القيامة. فما أعظم أعمالك يا رب، لقد إنشق العمود الأوسط من الناحية اليسرى لباب الكنيسة الرئيسي وفاض النور منه.إلي الخلف وداخل مبنى قفصي حديدي يتواجد الهيكل التابع للأقباط الأرثوذكس مروراً بذلك وداخل كنيسة صغيرة يحتفل السريان الأرثوذكس بالليتروجيا أيام الآحاد.
إلي يمين الناظر إلي القبر المقدس تتواجد منطقة اللاتين والتي تضم كنيسة كبيرة مربعة الشكل ومصلى منعزل للرهبان الفرنسيسكان. مباشرة أمام القبر المقدس نجد الكنيسة التابعة للروم الأرثوذكس والتي تحتل الجزء المركزي من البازيليك كلها، وتضم أيقونسطاساً كبيراً وعرشان أحدهم للبطريركية والآخر للتالي مقاماً.
مروراً بذلك ومباشرة أمام المدخل يتواجد حجر الطيب وهو حجر من الجير الأحمر مزين بالشمعدانات والمصابيح، وهو الموضع الذي تم فيه تحضير جثمان يسوع للدفن ( يوحنا 19، 38 ) وإلي اليمين نجد سلماً يحملنا إلي كنيسة الجلجة وهو موضع صلب المسيح وتدير هذه المنطقة كنيسة الروم الأرثوذكس في واجهة الكنيسة هيكل وفوقة صورة ليسوع المسيح المصلوب وعلى جانبية القديس يوحنا والعذراء أمه وتحت الهيكل نجد قرصاً مفتوحاً يشير إلي الموقع حيث رفع صليب يسوع وتسمح لنا الفتحة بإدخال اليد ولمس الصخرة وإلي الجانب الأيمن هناك مذبح تابع لطائفه اللاتين.
وهناك كنيسة تحت أرضية يديرها الأرمن والتي تحيي ذكرى العثور على الصليب الحقيقي.
وفي القسم السفلي تحت الجلجثة وقرب مكتب رئيس القيامة للروم الأرثوذكس يوجد هيكل صغير حيث دفن فيها أدام الأول وفي هذا المكان عند صلب المسيح تم إيجاد جمجمة آدام الذي سقط بالخطيئة فأتى المسيح ( آدام الجديد ) ليعيد الجبله من جديد عن طريق إماته الموت بالموت لذلك نرى الجمجمة الموضوعة في أسفل الصليب والتي تشير إلي جمجمة آدام. كما ويوجد في مكتب رئيس القيامة للروم الأرثوذكس جزء أصلي وحقيقي من خشبة الصليب التي عثرت عليها القديسة هيلانه.
هناك الكثير من بقايا وذخائر القديسين منها يد القديس باسيليوس ويد القديسة مريم الجدلية ورأس جمجمة ثيودوسيوس الناسك، وذخائر للقديس يوحنا الذهبي الفم، ويد للقديسة ماكرينا أخت القديس باسيليوس الكبير وهناك عدد كبير من الذخائر المقدسة نتركها لزيارة القارئ ليتبارك منها.
فبشفاعة الصيب الكريم المحيي ونعمة القبر المقدس القابل الحياة وشفاعة العذراء مريم أيها الرب يسوع أنعم علينا وإرجمنا بحسب عظيم رحمتك ... آمين