تقع قرية كيمار شمال جبل سمعان ، وتطل من أعلى الجبل على سهل عفرين وقرية باسوطة الشهيرة برمانها ونبعها العذب ، تفصلها عنها طريق شقت منذ سنوات ولم تعبد ، صعبة المسلك .
يسكن القرية نحو 400 نسمة لا يزالون يستعملون صهاريج جمع مياه المطر المحفورة منذ القرن السادس , ويقع أحدها شرقي كنيسة المعمودية ، وتتميز كيمار بهوائها العليل مما يجعلها مركز اصطياف ممتازاً . وكانت كيمار تعيش من زراعة الزيتون . وبالإضافة الى الفيلات والدور السكنية الجميلة فان فيها ثلاث كنائس ، إحداهما من القرن الخامس واثنتان من القرن السادس ، وما يميز كيمار وجود عمود لعمودي مجهول ، يشبه عمود كفر دريان وتلانيسوس ، ويقع جنوب القرية والآثار.

العمود :
يتألف العمود من قاعدة دائرية ضخمة تبعد 13,20 م عن جدار الكنيسة فيها ثقب بقطر 13 سم كان يمر منه أنبوب التصريف النازل من مكان سكن الراهب المجهول أعلى العمود .
أما العمود فيتألف من 11 قطعة مصفوفة بجانب القاعدة تبين أن مجموع طول العمود هو 15,68 م وبقطر حوالي 1,10 م ، أما القطعة الأخيرة . من العمود ، وتوجد على بعده 15م من حنية الكنيسة فتضم 16 ثقباً ، وخطين متعامدين محفورين في أعلاه كانت تثبت فيها مساند تثبيت مكان إقامة الراهب ( وهو من الخشب ) أعلى العمود ( شكل الهودج ) . وكان بإمكان الراهب أن يسمع الصلاة من الكنيسة القريبة . ومن المعروف انه كان من العار أن ينزل الناسك العمودي من على عموده قبل وفاته .
لم يبق من مكان المعبد أو استماع الصلاة سوى الحنية . وتبدو من زخرفة طرف عتبة فيها أنها من القرن السادس للميلاد .
والى الشمال الشرقي من موقع قاعدة العمود كان يوجد دير بأبعاد 10,35×6,75م . يحيط به أروقة ويقع شمال قاعة الاستماع . وفي أسفل الدير يوجد مقبرة أرضية عند ضلعه الجنوبي وقد توزعت النواويس المحفورة بالصخر أربعة في الجهة الشرقية واربعة في الجهة الغربية وقبران في الضلع الشمالي وللطبقة الأرضية مدخلان :المدخل الرئيسي من الشرق ، أبعاده 1,70×0,9 م نجفته مزخرفة , والمدخل الثانوي في الغرب يزين نجفته صليب مع حرفين اليونانيين ، الفا واوميغا . أما الطبقة العلوية والمؤلفة من غرفة كبيرة . فلا شك أنها كانت تستعمل للنوم وقاعة للاجتماعات . وكانت الواجهة الشمالية للدير بدون نوافذ ، بينما يوجد في كل من الجدران الأخرى نافذة مزينة بصليب بسيط . ولم يكن بجانب الدير المذكورة كنيسة . وربما كان رهبان الدير يصلون في الكنيسة الصغيرة القائمة قرب عمود الناسك ، مما يجعلنا نعتقد أن الدير يعود الى القرن السادس كذلك .
وفي اصطبل شمال منطقة الآثار ، رسم على الركائز التي تفصل بين معالف الحيوانات المستطيلة شكل عمود فوقه صليب وشجرتان حول عمود فوقه رسم ناسك ، وهناك رمز للعمود إلى جانب نافذة في بيت غربي الكنيسة التي تعود إلى القرن السادس .
أما في وسط قرية كيمار ، فيوجد برج ( يشبه برج كرك بيزه ) في طبقته الأرضية حجرة عليها كتابة يونانية ضمن مستطيل وربما كانت الأرضية تضم رفات ناسك .
وهناك كنيسة في شمال القرية لم يبق منها سوى الغرفة الجنوبية المجاورة للحنية الشرقية والبيما في وسط البهو الرئيسي ودرجات الهيكل مع قواعد الأعمدة التي كانت تفصل بين البهوين الجانبيين والبهو الأوسط ، وتعود هذه الكنيسة إلى القرن الخامس للميلاد .
أما الكنيسة الأخرى فلم يبق منها سوى حنيتها وفي أعلى قوسها صليب حوله طاووسان ، وفيها كتابة تذكر تاريخ تشييدها في 573 م وتقع هذه الكنيسة قرب الدور السكنية وشمال موقع العمود وقاعدته .