سميت الدانا الشمالية تمييزاً لها عن الدانا الجنوبية الواقعة السفح الشرقي لجبل الزاوية شمال معرة النعمان ، التي تبعد عنها حوالي 8 كم ، والتي تشتهر بقبرها الهرمي العائد إلى القرن السادس للميلاد ودير الراهبات المسمى قصر البنات أيضاً . تبعد الدانا الشمالية 42 كم إلى الغرب من حلب في السهل المسمى باسمها ، من آثارها ، المدفن الروماني ذو الأعمدة الأربعة الذي يعود – كما يذكر بتلر إلى منتصف القرن الثالث الميلادي ، وذلك من مقارنته مع مدفن مماثل جنوب سورية ، وهناك بعض القبور القريبة من المدفن الفخم ، ربما يعود أحدها للمدفن الفخم , والبقية تعود إلى فترات لاحقة . في وسط البلدة المسكونة توجد بقايا كنيسة ضخمة من القرن الخامس للميلاد لازالت حنيتها قائمة مع بعض أقواس وأعمدة كانت تفصل بين الأوسط والجنوبي،وكان الرحالان تكسييه وبولان قد شاهداها في رحلتهما من حلب إلى إنطاكية في العام 1840 م وذكراها في كتابهما (( فن العمارة البيزنطي )) ولم يشاهدها دي فوغويه بعدهما ، ربما لاختفائهما خلف الدور المبنية حديثاً حولها أو لخرابها لأن برنتس شاهد كتابة الكنيسة في أحد الجدران المبنية حديثاً والمطلة على الشارع . وتذكر الكتابة اليونانية بسطريها : (( اله واحد ومسيحه والروح القدس يساعد بيتك في السنة 532 ، في 27 من شهر غوربيكوس Gorpicos الدورة المالية السابعة )) ( الموافق للعام 483 م ) . طراز الكنيسة باز لكي ولها باب في واجهتها الغربية , ولها أربعة أقواس تفصل مع أعمدتها بين البهو الرئيس الأوسط والبهوين الجانبين . لكنها بأبعادها شبه مربعة 16 × 14 م وحنيتها نصف دائرية ، وجدراها الشرقي الخارجي مستو . وهناك اتصال مباشر بين الحنية والغرفتين الجانبيتين الخاليتين من باب يوصلها بالبهو المقابل مباشرة ، كما أن قوس الحنية غني بالزخرفة وهو على شكل حدوة الحصان . ومن المعروف أن جنوب الدانا يقع السهل الكبير الذي يمر منه طريق اتارب – إنطاكية , والذي سمي السهل الدامي ، بسبب المعارك العنيفة التي جرت فيه وبخاصة في بداية القرن الثاني عشر ، بين الصليبيين والعرب ، حيث قتل العديد من قادة الصليبيين على يد أمير حلب ايلغازي الارتقي في العام 1119 م . هذا وقد لعبت المنطقة دوراً هاماً مع سرمدا واتارب في الحروب الصليبية .
|