في احدى صفحات كتابه «دفتر الكتب الخمسة»، يقول الخوري نعمة الله نصار خليفة عن كنيسة مار الياس: « هذه الكنيسة قد بناها أهالي حدتون الحاليون، وهم جميعاً خليفيون، على أطلال الكنيسة القديمة ومكانها. والكنيسة القديمة التي تقوضت أساساتها بقيام البناء الجديد، كانت على أحسن طراز... كانت مسقوفة بالحجر وأحجارها لم تتخللها حصاة واحدة (حشوة )... وكان في الكنيسة، أربع قناطر، اثنتان للجنوب، ومثلهما لجهة الشمال، وأرضها من الفسيفساء المتقنة جداً. في 2 تشرين الثاني سنة 1896 كرست الكنيسة على اسم السيدة من قبل المطران الياس الحويك مطران عرقة. وبعد أربعة أعوام تحولت إلى اسم مار الياس بعد أن عثر على وثائق تتحدث عن هذا القديس في أوراقها القديمة. تعتبر قبة كنيسة مار الياس في حدتون من أجمل قبب الكنائس المارونية في لبنان، حيث يبلغ ارتفاعها عشرة أمتار من القاعدة حتى أعلى صليبها. ويدل شكلها الهندسي والإتقان في صقل حجارتها على قيمتها الأثرية. وهي مبنية من الحجر الطبيعي المصقول، ومثبتة بالكلس المقوى بمواد كيماوية حفظتها طوال المائة عام المنصرمة التي مرت على بنائها، وفي أعلاها صليب حجري ضخم يبلغ ارتفاعه حوالي المترين.
|