في هذا الإطار الطبيعي والمهيب والجميل والبري معاً، وبين ضيعتين متواضعتين (بْلَوْزا والديمان) يقوم دير قنوبين (قنوبيون = دير باليونانية)، عابقاً بالتقوى والإيمان حتى أعطى اسمه لجزء من وادي قاديشا. كان من القرن الخامس عشر حتى التاسع عشر مقر البطريركية المارونية. كنيسته أنيقة البساطة والتقشُّف، محفورة في قلب الصخر، فيها جدرانيات تعود إلى القرنين الماضيين، أبرزُها جدرانية تتويج العذراء، وتحتها كتابة بالسريانية: "هلُمّي معي من لبنانيا عروس من لبنان، كي يليق بكِ التاج" (من "نشيد الأناشيد")، وقد ظهر فيه تسعة بطاركة في ثياب المهابة والكهنوت. وعلى مسافة قصيرة من الدير، كنيسة القديسة مارينا (وفيها رفات 18 بطريركاً مارونياًَ). ومارينا، بحسب الروايات، اتُّهِمَت جوراً وهي بريئة، فأمضت في هذا المكان بقية حياتها للتكفير عن خطيئةٍ لم تقترفها، ثم تكرّست لاحقاً عرابة روحية الوادي.
|