إن القرية براد هي من اكبر القرى الآثارية في شمال سورية مساحةً ، وتقع على
بعد 4 كم الى الجنوب من كيمار ، وحوالي 6 كم الى الغرب من بلدة نبل في طريق وعرة غير معبدة .
وفيها دور سكنية ذات أحجار مضلعة غير منتظمة تعود الى الفترة الرومانية والقرنين الثاني والثالث للميلاد ، بما في ذلك مدفن روماني . وحمامات ، بالإضافة إلى ثلاثة كنائس من نوع البازليك , أضخمها تدعى كاتدرائية جوليانس وهي أكبر كنيسة في شمال سورية بعد كنيسة القديس سمعان وكنيسة (( كراتين )) شرقي معرة النعمان . أبعادها حوالي 42×23 م .
مؤلفة من ثلاثة أبهاء ، يعود بناؤها الى نهاية القرن الرابع وبداية القرت الخامس . وكانت سابقاً معبداً وثنياً ، لازال قسم كبير من واجهتها الغربية قائماً. وقد أضيف الى شمال غرفة الخدمة الشمالية جناح . في بداية القرن الخامس ليضم رفات قديس عظيم ، يعتقد انه القديس مارون أبو الطائفة المارونية التوفى حوالي العام 410 م . ولا زالت تيجان الأعمدة والأقواس التي كانت تفصل بين البهو الأوسط والبهوين الجانبيين متناثرة على أرض الكنيسة .
أما الكنيسة الشمالية فهي كنيسة مؤرخة ، تعود إلى العام 561 م لازالت نوافذها العلوية قائمة مع الحزام الزخرفي المحيط بها . والذي يدل على أنها من القرن السادس .
وقد استندت أقواسها الفاصلة بين البهو الأوسط والبهوين الجانبيين على ركائز مبنية من الحجر بدل الأعمدة وقد تداخلت سوقات الأحجار الأفقية في ما بينها بزوايا تقاوم الزلازل والهزات الأرضية نظراً لبنائها بدون ملاط أو مؤونة كما هي العادة في أبنية سورية الشمالية .
أما الكنيسة الثالثة ، وتقع في جنوب غربي الخرائب من براد، فهي محفوظة نسبياً بشكل جيد ومؤلفة من بهو واحد ، أبعاده الداخلية 14,80×7,80 م لازالت واجهتاها الجنوبية والغربية قائمتين ، ومكان الهيكل على شكل مربع لجهة الشرق من الكنيسة . وكان يتقدم الواجهة الجنوبية بمدخليها رواق ذو أعمدة ، وربما تعود الكنيسة الى القرن السابع للميلاد . وتتميز احدى نوافذها بالعقد الحلزونية الجميلة الموجودة في الحزام الذي يغلفها .
وهناك العديد من الفيلات الجميلة ودور السكن المتناثرة هنا وهناك من أنحاء البلدة .
أما دير براد فيقع على مسيرة ربع ساعة تقريباً الى الجنوب من براد , ويضم كنيسة شبه متهدمة بأبعاد 15,80×8,40 م .
مع مكان ضيافة للحجاج وبرجاً، كان يقيم فيه ناسك , لايزال هذا البرج قائماً بجدرانه الأربعة وبكامل ارتفاعه الشاهق ، ويعود إلى القرن السادس للميلاد . كما هناك قاعدة كان يقوم فوقها عمود ناسك لازالت أجزاؤه متناثرة حول المكان .
وهناك مجرى لتصريف المياه الوسخة يؤدي من قاعدة العمود الى حفرة فنية قريبة ,مما يدل على أن الناحية الصحية كانت مؤمنة للناسك العامودي فوق عموده . وهناك أيضاً مقبرة ومعصرتان قرب برج الناسك .
|