إذا تابعنا السير غرباً من * قاطورة مسافة 2 كم نصل إلى زرزيتا التي تمتد خرائب آثارها على مساحة واسعة مسكونة بالبيوت الحديثة .
وأهم آثارها كنيسة ذات هيكل مربع في الشرق بدل الحنية ، وإلى جانبيه غرفتان مستطيلتان . لم يبق الكثير من جدران الكنيسة قائماً ، وكان هناك رواق على ركائز أمام واجهة الكنيسة الجنوبية ولا توجد أي كتابة تؤرخ الكنيسة ، إنما يوجد برج ناسك على بعد حوالي 35 م إلى الجنوب منها ، ذو طبقتين بشكل مربع طول ضلعه 4 م . في جداره الجنوبي والشرقي شريط كتابة يونانية نصها : (( يا يسوع المسيح ابن الله مخلصنا ساعدنا .
بنى هذا الكاهن سمعان في شهر ديسيوس من العام 548 وكان المعمار اوسيبس ويوحنا مار .. ساعدنا يا سيد )) ( وهذا التاريخ يوافق حزيران العام 500 م ) . في داخل الطبقة الأرضية للبرج مكان هيكل للقداس , مما يدل على أن ساكن البرج كان كاهناً . وإلى الشرق من برج الناسك توجد مظلة أمام باب تستند على عمودين في أعلاهما طابقان حجرية ، وعلى نجفة الباب قرص دائري قطره 62 سم على جانبيه كتابة يونانية تنص : (( في السنة 472 وفي الثالث من شهر هيبر بيرتيايوس بنى هذا تحت أمرة الكاهن ماراس والشماس نونوس )) ( وهذا التاريخ يوافق السنة 423 م ) .
إن كلمة ماراس السريانية تقابل كلمة كيروس اليونانية ، وتعني السيد . وهناك إلى الشمال من القرية مجموعة غرف سكنية على شكل سوق مستقيم يتقدمها رواق على طبقتين من الأعمدة لجهة الجنوب الغربي ، ومن الركائز لجهة الجنوب الشرقي . لازالت بعض ألواح الرواق العلوي المزخرفة في أماكنها .
وهناك دور أخرى بطبقتين في زرزيتا تعود إلى القرن السادس للميلاد .
*(تقع قرية قاطورة في سفح جبل الشيخ بركات الشمالي , ويمتد منها شمالاً سهل القاطورة حتى سفح قلعة سمعان ، وتصل إلى القرية طريق بطول 1 كم تقريباً غير مزفتة تتفرغ إلى اليسار من طريق دارة عزة باتجاه قلعة سمعان . وقاطورة تعني بالسريانية / الصخرة / وربما سميت كذلك نسبة إلى الصخرة الهائلة الموجودة إلى الغرب من القرية في الطريق المؤدية إلى زرزيتا إذ تضم المدافن الهامة وتشكل نيكروبول / المكان المنخفض / القرية .)