موسوعة قنشرين للكنائس والأديرة
www.Qenshrin.com/church


الكنبسة الإنجيلية
:الاسم
الحفر :المنطقة حمص المحافظة ـ :المدينة سوريا :الدولة
  :تاريخ التأسيس :القرن
الانجيلية العربية :الطائفة
رؤية من الأقمار
 

كان بنودي ضاحي أحد أبناء قرية الحفر شماسا في الكنيسة السريانية درس الكتاب المقدس وأحسن اللغة العربية واللغة السريانية على يد كاهن القرية الخوري يوسف نصر الله ، وبحكم عمله كتاجر للعباءات ومستلزمات صنعها من صوف ووبر وغيرهما، احتك أثناء سفره إلى دمشق والقلمون بالإنجيليين الأوائل واقتنع بما يكرزون بعد دراسة وفهم ، فأعلن فجأة تخليه عن المذهب السرياني الذي ورثه عن آبائه وأجداده واستطاع إقناع أخويه ( نفر ومطانس ) بوجهة نظره فتضامنا معه وذهبا مذهبه فأخذ المرسل الأيرلندي القس ( ستيورت ) يزوره في قرية الحفر ويجتمع بالأشقاء الثلاثة ليدرسوا الكتاب المقدس شرحاً وتفسيراً فكانوا الرواد الأوائل للكنيسة الإنجيلية المشيخية في قريتهم منذ عام خمسة وتسعين وثمانمائة وألف ( 1895 ) .
لم يكن طريق بنودي ضاحي وشقيقيه مفروشاً بالورود فقد عزَّ على أهالي القرية بما فيهم أقرباؤهم أن يصبأ هؤلاء ويبدلوا مذهبهم ويأتوا ( ببدعة ) جديدة ففي ذلك خروج على الدين ( كذا ) .
فحاولوا ردعهم بالحسنى تارة وبالإكراه أخرى وبتسليط زبانية الدولة العثمانية عليهم دون جدوى . فقد كان إيمانهم أقوى من أن يتزعزع والضغوط التي تمارس أوهى من أن تثنيهم عن ذلك الإيمان . وكانت الاجتماعات تعقد في منزلهم الصغير المجاور للكنيسة السريانية ثم بنوا دارا في ظاهر القرية فسيحة أصبحت فيما بعد مسرحاً للعمل الكرازي .
حلت إرسالية أمريكية محل الإرسالية الأيرلندية في رعاية حقل القلمون والحفر منه وأخذ يرعاه القس ( كروفرد ) لعدة سنوات . وفي عام 1905 طلبت إرسالية دنمركية من الإرسالية الأمريكية حقلاً تعمل فيه ، فتخلى لهم الأمريكان عن حقل القلمون.
كان الدنمركيون لوثريين وكنيسة القلمون مشيخية وكان يرأس الإرسالية القس (برب) ويساعده الطبيب الدكتور ( فكسمول ). وحصل خلاف بين القس (برب) و( بنودي ) حين أراد تعميد ابنه اسطيفان فطلب القس ( برب ) عرّاباً فرفض بنودي ذلك وحجته أن العرّاب عبارة عن كفيل يتعهد تربية المعمود دينياً ، والأبوان هما المنوطان بهذه المهمة والعرّاب الغريب عاجز عن ذلك ومبادئ الكنيسة الإنجيلية المشيخية تقرر ذلك وتمسك كل منهما بموقفه ، وعاد القس إلى مقره في دير عطية وبقي الطفل بدون عماد . فقصد بنودى ضاحي دمشق وأعلم القس كروفرد بالذي حصل، وهدد بعودته إلى مذهبه القديم إذا كانت الطقوس واحدة بين الذهبيين ، فتدارك الأمر القس كروفرد وأوعز للإرسالية الدنمركية بتطبيق المذهب المشيخي في القلمون أو مغادرته ليعود الأمريكان لرعايته فرضخ الدنمركيون للأمر الواقع .
نشط الدنمركيون بعد ذلك على الصعيد الثقافي والصحي والكرازي ، واستخدمت إحدى غرف الدار الفسيحة كنيسة واستخدم بعضها مدرسة وجعلوا من بعض غرفها مستوصفا يعوده الدكتور ( فكسمول) الدنمركي والدكتور ( داود كاتبه ) العربي وكانا يحضران من النبك على ظهور الخيل فيطببون المرضى ويوزعون الأدوية مجاناً . واستقدموا المعلم نسيم ملوك من حمص عام 1909، كما أوفدوا نفر ضاحي إلى مدرسة سوق الغرب للدراسة ليعود ويصبح معلماً في مدرستهم في بلدة صدد .
ثم استقدموا المعلم خليل الجرجور من زحلة حيث كان قد نزح عن قرية الحفر إليها وتعلم هناك وحصل على شهادة (الهاى سكول). فازدهرت المدرسة وتوافد أطفال القرية ـ ذكوراً وإناثاـ فالتعليم كان مختلطاً كل ذلك قبل الحرب العالمية الأولى واستمر حتى منتصف العقد الرابع من هذا القرن حيث أغلقت المدرسة لأسباب لا مجال لذكرها.
وقضي على الأمية في القرية وتابع بعض أبنائها درا ستهم في مدارس حمص ودمشق وسوق الغرب وحصلوا على شهاداتهم من تلك المدارس وانطلقوا في أوائل العشرينات من هذا القرن يعلمون في مدارس الإرسالية في القلمون ـ يبرود والنبك وديرعطية والحفر وصدد والقريتين حتى أطلق على الحفر منجم المعلمين وأرى لزاماً على أن أعدد ما تسمح به ذاكرتي ومنهم : نفر ضاحي، يوسف الطويل، خليل جرجور، بطرس جرجور، موسى ضاحي، فرحان ضاحي، اسطفان ضاحي، ضاحي ضاحي، جورج سركيس، حافظ جرجور، عيد الطويل، شكر جرجور، وديع ضاحي، نائل جرجور، توفيق جرجور، نجيب جرجور، عزة ضاحي. ومن المعلمات: فضة ضاحي، ليديا ضاحي، فريدة ضاحي، نبيهة ضاحي، زينب ضاحي، ألس جرجور، هلن جرجور، نائلة جرجور، نورا جرجور . . . .
أما على الصعيد الكرازي فقد اعتنق المذهب الإنجيلي على يد الدنمركيين نعمة جرجور وآل الطويل وموسى سركيس وكان سبق هؤلاء يوسف طويل إلى اعتناقه في قرية فيروزة وكان رائداً في تلك القرية وقد خلف القس (برب) القس (سيكورد كلف) ثم القس ( روزن كويست ) الدنمركيان في خدمة الكنيسة في القلمون والقس حبيب داود كما كان أكثر المعلمين الذي ذكرت يقودون العبادة في كنائس المنطقة .
بقيت تلك الدار مقراً للعبادة إلى أن بنيت الكنيسة الحالية ودشنت
في عام 1935 وبعدها بعام وفي كانون الأول 1936 انتقل بنودي ضاحي إلى رحمة الله قرير العين فكتب القس (سيكورد كلف) الدنمركي الذي خلف القس (برب) مقالاً عنه في إحدى المجلات الدنمركية بعنوان (توفى الرجل الذي كان يعيش على جبل الجلجلة).
لم يكن بنودي مبشراً تقليدياً بل كان قدوة سار على هديه وسبيله كثيرون حتى من الذين لم يعتنقوا المذهب الإنجيلي رسمياً .
موقع قرية الحفر
(( عن كتاب  (( القتــاد تأليف المرحوم المحامي عزت ضاحي

 

 

 


Main موسوعة قنشرين للكنائس والأديرة

www.Qenshrin.com/church