Head

 

 

 

سوريا العراق فلسطين مصر لبنان الأردن
سيدة مونليجون  
:الاسم
الحميدية :المنطقة حلب :المحافظة / المدينة سوريا :الدولة
1908
:تاريخ التأسيس العشرون :القرن
موارنة
:الطائفة
:رؤية من الأقمار

 لم تحرم الكنيسة من قوم يتفانون في إسعاف الموتى ، فقد كان في قرية مونليجون في مقاطعة أورن في فرنسا كاهن يدعى بول بيكه, كان قد خصّ حياته لمساعدة الموتى، وفي عام 1884 دفعته غيرته على أن يوسّع نطاق محبته للموتى، فقام بتأسيس شركة تسمى الشركة التكفيرية أو شركة القداس الأبدي التي تضم الأحياء والأموات، والتي عُنيت بإقامة القداديس كل يوم في كنيسة مونليجون لإسعاف النفوس التي في المطهر، ولا سيما نفوس المشتركين في القداس الأبدي والنفوس المهملة المنسية ، وجعل بدل الاشتراك زهيدا ليتمكّن الفقير أيضا من مساعدة أمواته ونَستطيع أن نُشرك في القداس الأبدي الأحياء والأموات في كل كنيسة ولدى كل كاهن.
- وقد انتشرت انتشارا سريعا في العالم كله، ووصل تلألؤ نورها إلى الشهباء بواسطة المطران ميخائيل أخرس حين كان كاهنا، فقد اشتهر عن مثلث الرحمات المطران ميخائيل أخرس أنه كان رسول النفس المطهرية، فلقد بدأ منذ أول كهنوته بحملة واسعة امتدت حتى آخر أسقفيته في سبيل إسعاف الأنفس المطهرية. وقد باشر نشاطه في هذا الحقل بعد استشارة ومصادقة أسقفه المثلث الرحمات المطران يوسف دياب، فأسس أخوية للرجال من العمال في معبد القديس أنطونيوس الكبير الذي كان في حي زقاق الطويل وذلك في الثامن من شهر كانون الأول سنة 1902، ووضعها تحت حماية سيدتنا العذراء مريم، وجعل موعد اجتماعاتها كل ثلاثاء مساء فنمت، وكانت الكنيسة تغصّ بالمصلين لا سيما في شهر تشرين الثاني إذ كانوا يحضرون الذبيحة الإلهية التي يقيمها عن نفوس الموتى.
وكان عدد العمال يتزايد، وكانون يتسابقون أفواجا للاشتراك بها حتى كاد يغصّ بهم ذلك المعبد الصغير، وكثيرون كانوا يحضرونها في فنائه تحت المطر والبرد القارس مدة الشتاء.
وقد أراد المثلث الرحمات المطران أخرس أن يضمن لحركته هذه أسباب الدوام فلا تذهب بذهابه. وروادته فكرة إنشاء كنيسة تكون مجالا لرسالته وتتسع لعدد كبير من المشتركين وطالبي الاشتراك، وفي 8 حزيران سنة 1906 قابل قداسة البابا بيوس العاشر، وبسط له أعماله والجمعية التي تقوم بخدمتها، فتبسّم له الرضى وقال له: "إني أباركك والأخوة جميعاً، وأتمنى التوفيق والنجاح لهم ولعائلاتهم. وقد أضاف "أكمل مشروعك بغيْرة ونشاط والله لا يهملك أبداً" وزار في فرنسا المركز الرئيسي لشركة القداس الأبدي وأخوية إسعاف الموتى، وهو معبد مونليجون الشهير، وآلى على نفسه أن يشيد معبده في حلب وعلى هذا الاسم ولهذه الغاية ، وسرعان ما سافر إلى أوروبا لجمع التبرعات، وقد كابد الكثير من المشقات لجمع التبرعات وجرى له حادث مؤسف في فرنسا، (الحضور المسيحي في حلب خلال الألفين المنصرمين ص 371) إذ قال في كتاباته: "في سنة 1906 سافرت إلى فرنسا وأوروبا، وزرت البابا بيوس العاشر وأنا مزود بكتاب من البطريرك الماروني يبارك فيه مسعاي، ووصلت إلى فرنسا على أمل أن أجد تلبية طلبي، ولكن لا أدري لأي سبب ظنّوا بي الظنون فسجنت في أبينال إلى أن ظهرت براءتي. وكان المؤمنون قد علموا بأمري فرحبّوا بي عند خروجي من المحكمة، وأقمت الذبيحة الإلهية أمامهم في الكاتدرائية وكنت صائما منذ 38 ساعة, وعدت إلى حلب وما مضت علي ثلاثة أسابيع حتى وصلتني ستة آلاف فرنك (300 ليرة فرنسية ذهبية)" فأخذ بتشييد الكنيسة من ماله الخاص ومن تبرعات المؤمنين.
فاشترى في أوائل سنة 1908 قطعة أرض في حي الحميدية، وفي 8 نيسان من السنة المذكورة احتفل حضرته بوضع الحجر الأول في بناء معبد الأخوية، ووضع في الأساس بجهة الباب علبة من تنك ضمّنها صليباً من نحاس وصورة سيدة مونليجون وكتابة هذا نصها: (في 8 نيسان اْبتدأتُ بعونه تعالى بتشييد هذا المعبد على اسم سيدة مونليجون شفيعة الأنفس المطهرية لجمعية الملة التي أنشأتها في حلب في 8 كانون الأول 1902، أنا لا أتوخّى في عملي هذا إلاّ خلاص النفوسَ وراحة الموتى آملا من الله تعالى أن يعضد ضعفي لاتمام ما بدأت. (القس ميخائيل أخرس الماروني من حلب) وفَتحَ هذا المعبد الجديد في 1 تشرين 1909 بعد ما كابد في بنائه من أتعاب وأوصاب الشيء الكثير وفاز منتصراً على كل ذلك بشفاعة سيدتنا مريم العذراء والنفوس المطهرية الذي كان ملقيا عليها كل الاتكال، فبدأ الإخوة يجتمعون كالأول ويرتلون التسابيح الشجية طالبين من الله بشفاعة البتول خلاص النفوس الغزيرة التي تطلب إسعافاتنا.
وفي 8 آذار سنة 1913 ارتقى حضرة مؤسسها ومرشدها إلى الدرجة الأسقفية خلفا للمثلث الرحمات يوسف دياب، وكانت بعد ذلك قد دخلت الحرب العمومية 1914 فتفرق الإخوة وهاجر أكثرهم إلى أن وضعت الحرب أوزارها في نهاية 1918، فجمع سيادته شملهم وكان يرشدهم بذاته أو بواسطة جملة كهنة إلى أن ارتقى إلى درجة الكهنوت حضرة الأب الياس الغالي في 8 نيسان سنة 1923، فسلّمه إرشادها. وقد أسس سيادته بعد ذلك أخوية للنساء من العاملات للغاية نفسها، وقد سلم إرشادها إلى حضرة الخوري الياس كبوجي، وقد نمت نمّواً عجيباً وكانت تَعُدُّ ألف مشتركة, واستمر حضرته يخدمها بنشاط واخلاص عظيمين.
- في الأحد الواقع في 20 أيار, احتفلت كنيسة سيدة مونليجون في حي الحميدية بعيد شفيعتها احتفالا باهرا جدا احتشد فيه جمع غفير ضاقت بهم الكنيسة ,وعند الساعة 7.30 صباحا أقام سيادة المطران ميخائيل أخرس قداسا صارخا ألقي فيه إرشادا وجيزا عن محبة العذراء لأولادها ,وبعد القداس منح البركة البابوية والغفران الكامل, وتقدّم عدد لا ُيحصى من الرجال والنساء إلى سرّيْ الاعتراف والأفخارستيا.
وفي الساعة الرابعة مساء احتشد الجمهور الغفير وعموم مرشدي أخويات حلب، وقاموا بتلاوة فرض السيدة، ثم طيف بالقربان المقدس في داخل الكنيسة وخارجها، ومشى في الموكب أمام القربان المقدس بعض كهنة الطوائف الكاثوليكية ووفود الأخويات والجمعيات الدينية الخيرية وأعضاء أخوية سيدة مونليجون وتلامذة التعاليم المسيحية والمدرسة المارونية . وكان أعضاء كشّافة مدرسة الروم الكاثوليك يحيطون بالقربان المقدس أحاط الهالة بالقمر. وأبت البلدية إلاّ أن تشترك بهذا الاحتفال. فأرسلت مصلحة التنظيفات فأصلحت الطرقات. ثم تقدّمت السيارات حاملة الماء فغسلت الأزقة. وكان القربان المقدس يطوف في الشوارع المزيّنة بأغصان الأشجار والسجاد وسائر أنواع الزينة، وكانت الزهور تنثر من الأسطح وتُرشّ الروائح الطيبة, وأصوات جوقات المرتلين وأنغام العازفين على الآلات المطربة تعلو في الجو تسبِّح وتُمجِّد وتشكر الرب المتعالي حتى خُيِّل للبعض أن السيد المسيح يدخل أورشليم للمرة الثانية، ولمّا وصلوا على المذبح تلا سيادة المطران فعل التكريس ثم منح البركة ختاما للاحتفال.
- وفي كل سنة كان أعضاء الأخوية يحتفلون بشهر الموتى في كنيسة سيدة مونليجون, وكان سيادة المطران ميخائيل أخرس يتلو القداس الإلهي في أيام الشهر الساعة الخامسة صباحا وهي الساعة التي توافق العمال, وخلاله يرتّل أعضاء الجمعية فرض الموتى، وكان الشعب كله يجاوب على صدى تراتيل الفرض ثم يختم بزياح أيقونة سيدة مونليجون، وكانت الكنيسة تغصّ بالمؤمنين رغم البرد، فيتسابقون إلى الكنيسة منذ الساعة الثالثة بعد منتصف الليل ليأخذوا محلاً لهم، ومنهم من يأتي بمقاعدهم ووساداتهم ليجلسوا عليها حين لا يجدون لهم محلا للجلوس وكانوا يذهبون إلى أشغالهم عند نهاية القداس.
- ومن بعض قوانين شركة إسعاف النفوس المهملة أو القداس الأبدي:
في كل أسبوع تقدم 7 قداديس عن نفوس الموتى الأكثر إهمالاً وفي كل شهر 3 قداديس عن أنفس الكهنة خصوصا الأكثر إهمالاً.
تقدم هذه القداديس بواسطة بدلات الاشتراك التي يقدمها المشتركون.
تبقى أسماء المشتركين محفوظة في سجل الشركة الخصوصي الذي هو في مدينة مونليجون الفرنسية، مركز الشركة.
وفي سنة 1930، سلم سيادة المطران ميخائيل أخرس رعاية الكنيسة للكاهن جرجس مارديني بعد رسامته كاهنا في 4/أيار 1930 فاستلم رعايتها هو والكاهن جبرائيل سبع إذ كانا يقيمان قدّاسين كل يوم، الأول في الساعة 6.00 صباحا والثاني في الساعة 7.30 حيث كان طلاب المدارس يحضرون هذا القداس ويخدمونه.
- هذا القداس الباكر الذي كان يُقام في الخامسة من كل أيام الشهر، كان يقام بديله، في سائر أشهر السنة. وللعمال المبكّرين إلى عملهم، قداس في السادسة، وقداس آخر يوميّ في السابعة لمدرستين مجاورتين للكنيسة هما مدرسة مار منصور ومدرسة القلبين الأقدسين، فتمتلىء الكنيسة يوميا بحوالي مائتي تلميذة مع راهباتهن ومعلّماتهن.
 أمّا في الآحاد فكان يُقام ثلآثة قداديس: في السادسة والثامنة والتاسعة، يأتي إليها المؤمنون من كل أطراف الحي.
كان لهاتين المدرستين شأن في نشاطات الكنيسة. فَكُنّ يَقُمْنَ فيها، علاوة على حضورهن القداس وخدمتهن للقداس اليومي، بعبادة شهر مار يوسف، والشهر المريمي، وشهر قلب يسوع، ودرب الصليب، وسائر الطقوس، على مدار السنة وما أمكن. وظللت، طوال عشرات السنين وحتى إغلاق مدارسنا في عام 1967، أخصَّهن بساعة إنجيلية، صباح يوم الجمعة في كل من المدرستين.
وكان الوعظ يلقى في قداس الثامنة من كل يوم أحد، على شكل حوار بالعامية بين كاهنين، وقد استساغ المؤمنون هذه الطريقة الجديدة، وصار لبعض العظات أصداء في العيال: قال القس فرنسيس 000 ورد القس جرجس000 وتبادل الاثنان الاعتراضات والأجوبة 000 والكنيسة على ملئها في سكوت وإصغاء.
ثم الاعترافات كل سبت، وكان الإقبال عليها كما نعرف قبل أزمة اليوم، يقرع لها الجرس في الساعة الثانية، فيأخذ الناس يتوافدون إليها يملأون المقاعد تجاه المنبر كباراً وصغاراً، لا ينقطع لهم حبل ساعة وساعتين وفي أمسيات الميلاد والفصح حتى السابعة وما بعد، استعداد للتناول في منتصف الليل، وقد أقمته في كنيسة الحميدية لبضع سنوات.
ويأتي زمن الصوم بأكثر الرتب المقدسة شعبية بعد القداس رتبة درب الصليب، فتُقام في كنيسة الحميدية ثلاث مرات متتابعة بعد ظهر الجمعة: (مرة للمدرستين في الساعة الثالثة، ومرة في الخامسة للنساء فقط، ومرة في الساعة السابعة للرجال فقط، ويتخلل الدورات الثلاث عظة قبل الزياح، وقد تنقلب مراحل درب الصليب كلها إلى تأملات حيّة عوض القراءة المعتادة، يستسيغها الحاضرون وان طالت عليهم بعض الوقت.)
ودامت خدمة الأب جرجس مارديني في كنيسة السيدة عشرات السنين، وقد كَثُرت نشاطات الكنيسة في عهده إذ كان هو المرشد للحركة الكشفية التي كانت تقيم اجتماعاتها في كنيسة السيدة التي استمرت حتى عام 1967 إذ انتقلت ليصبح مركزها في الكاتدرائية حالياً.
كما أنه اهتم بحركة التعليم المسيحي للأولاد في يوم الأحد، وكان عدد الأولاد 210 ولداً.
وقد تابع الخدمة عنه الأب بولس سقيفة الذي عينه المطران يوسف سلامة خادماً للرعية، وقد تابع خدمته بنشاط رغم قلة عدد أبناء الرعية.
7- وفي عام 1998 قامت الأبرشية بترميم كنيسة سيدة "مونليجون" في الحميدية المبنية عام 1908، وقد استغرقت أعمال الترميم مدة سبعة أشهر بمساعي وجهود المهندسين الفاضلين بشير كيلون وأنطوان بغدود وأشرف على هذه الأعمال حضرة الأب الفاضل عبدو بدوي الراهب اللبناني الاختصاصي بفن الكنائس وقدّم لها من رسم يده أيقونة جميلة وكبيرة للسيدة العذراء والدة الإله مستوحاة من الأيقونة السريانية المارونية سيدة ايليج، وقد احتفل راعي الأبرشية المطران يوسف أنيس أبي عاد يوم الأحد 1 تشرين الثاني 1998 بتدشين الكنيسة المُرممة بقداس احتفالي عاونه فيه حضرة الأب بولس سقيفة المسؤول عن الكنيسة والشماس الياس عدس، وخدمته جوقة كورال الكاتدرائية بقيادة حضرة الأب جورج بيروتي، وقد حضر القداس عدد كبير من المؤمنين من أبناء الطائفة وغيرهم. وقد أصبحت هذه الكنيسة غاية في الجمال ببساطتها وسقفها النادر المثال من بين كنائس حلب.
وقد عين سيادته الخوري الياس عدس بعد رسامته في 17 تموز 1999 خادماً لهذه الرعية ولا يزال إلى اليوم يقوم بخدمتها.
 
موسوعة قنشرين للكنائس والأديرة

Print
Edit
Back
طباعة
تعديل
عودة
   

 
 
         
         
         
   

Qenshrin.com
Qenshrin.net
All Right reserved @ Qenshrin 2003-2015