أسس السريان عدة أديرة باسم مار برصوم الناسك المتوفى سنة 453، وكان رئيساً للأديرة السريانية وكان ديره الرئيسي سميساط، ولكن أشهر الأديرة المعروفة باسمه كان دير مار برصوم الذي قام ببنائه الفخم في أواخر القرن الثامن على جبل عال، يطل على مدينة مالطية مشرفاً على سهول مترامية وراء ضفتي الفرات الشرقية والغربية. كان معهداً علمياً كبيراً وله تاريخ حافل منذ تأسيسه حتى اندثاره ف أواسط القرن السابع عشر، وكان في القرن الثاني عشر كقلعة واسعة الأرجاء محاطاً بأسوار عالية عليها أبراج تقية شر المهاجمين، وكان فيه كنيستان جبليتان. ظهر من بين جدرانه بطاركة وأساقفة ورهبان وعلماء فضلاء صار كرسياً بطريركياً، فأغناه البطاركة بالكنوز والأبنية. وكان فيه مئات الرهبان ومحاطاً بكروم وبساتين إلى مسافات بعيدة، وكانت له حقول واسعة تزرع فيها الحبوب وقطعان غنم، ورحي كثيرة، يعمل في كل ذلك رهبانه وخدامه. وفي سنة 1148 ، أغار جوسلين الصليبي صاحب الرها على التركمان في نواحي ملطية وعرج على الدير بحجة الزيارة فنهب كل شيء فيه، وطلب من الرهبان عشرة ألاف دينار ليغادر الدير، فجمعوا له خمسة آلاف من القرى الجاورة. وجوسلين هذا وقع بعد ذلك أسيراً بيد نور الدين فسجنه مدة تسع سنوات في حلب ومات فيها سنة 1158 . وكانت تقدم له النذور من جميع أنحاء الفرات والجزيرة الفراتية من النصاري والمسلمين.
|