Head

 

 

 

سوريا العراق فلسطين مصر لبنان الأردن
كنيسة الحمراء  
:الاسم
:المنطقة كركوك :المحافظة / المدينة العراق :الدولة
:تاريخ التأسيس الرابع :القرن
كلدان
:الطائفة
:رؤية من الأقمار

كنيسة الحمراء في كركوك تاريخ حافل بمعجزات ربنا يسوع المسيح وذلك منذ القرن الرابع للميلاد. حيث كانت مدينة كركوك تُسمى باسم (كرخ سلوخ) إلا ان هذه الكنيسة تعرف الان بمقبرة (طهمازكرد) وهو القائد المجوسي الفارسي والذي استشهد على يده عشرات الالاف من مسيحي مدينة كركوك وضواحيها، وذلك قبل إعتناقه وقبوله هو وجنوده المسيحية كدين و عقيدة.

اما سبب تسميتها ب كنيسة الحمراء والتي هي معروفة أيضاً في أوساط أهالي كركوك من جميع الاديان والطوائف باسم (قرمزي كليسه). وذلك لانه أُريقت على أرض هذه الكنيسة دماء طاهرة لعشرات الالاف من المسيحيين، واصطبغت تربتها الزكية بدماء الشهداء. ولدرجة بان لون هذه التربة تحولت إلى لون احمر قاني... حيثُ بنيت على هذه البقعة المقدسة كنيسة سميت ب (كنيسة الحمراء).

اما تاريخ هذا الحدث العظيم أو بالاحرى هذه المعجزة الالهية هو كما يلي: إذ في عهد الملك الفارسي بزدجر الثاني والذي كانت عاصمتها (المدائن) وهي حالياً (سلمان بك) التي تقع شرق مدينة بغداد، أرسل حملة عسكرية بقيادة طهمازكرد إلى مدينة كركوك لاجبار ساكنيها المسيحيين بترك ديانتهم ومعتقداتهم المسيحية وإعتناق وقبول الدين المجوسي والتي كانت الامبراطوية الفارسية تدين به.

إلا ان القائد المجوسي (طهمازكرد) عندما حضر إلى كركوك مع جيشه الجرار، امهل المسيحيين الساكنين فيها ثلاثة ايام فقط لاعتناق المجوسية وترك الايمان المسيحي، وبانتهاء هذه المدة يساقون - فيما إذا أصروا على ثباتهم بالدين المسيحي - إلى تلة او هضبة والتي تقع شمال مدينة كركوك لاستشهادهم بالسيف حيث بنيت على هذه الهضبة (كنيسة الحمراء).

إلا انه بانتهاء هذه المهلة القصيرة وهي ثلاثة أيام، تقاطر المسيحيين للكنيسة وتجمعوا بها في اليوم الثالث والاخير. ومن هذه الكنيسة بدأوا بالسير أفواجاً أفواجاً نحو مكان أستشهادهم. وهم يرتلون المدائح ومهليلين بفرح بُغية اللقاء العاجل بربنا يسوع المسيح في السماء.

وفي أثناء سيرهم في أزقة كركوك حدث ما كان في الحسبان إنها معجزة إلهية بالحق. وهي انهم بعد مغادرتهم للكنيسة إذ سمعت إمراة وتدعى (مرتا) أصوات التراتيل والابتهالات. فعندما علمت بما هو جاري تركت العجينة وتركت التنور والذي كان مهيئاً لتخبز عليه، وامسكت بولديها بكلتا يديها وهما لم يتجاوزا العاشرة من عمرهما. فهرولت مسرعة اما الجموع الغفيرة من المصلين والمرتلين والمتجهين إلى ساحة الاستشهاد. فوصلت للمكان الذي كان القائد طهمزكرد وجنوده يتحضرون لعملية الاستشهاد، فاستشرطت على القائد ثلاثة شروط وهي:

1) ضرب عنق ولديها امام عينيها.
2) وبعد ذلك ضرب عنقها.
3) ثم اخيراً النظر إلى السماء ليرى ما سيحدث.

إلا ان هذا القائد المجوسي لم ولن يقبل بشروط هذه المراة المؤمنة والمتلهفة لملاقاة هي وابنها للاب السماوي. فرفض إستشهاد إبنيها متذرعاً بانهما صغار العمر ولم يعرفا حقيقة الدين المسيحي. ولكن مرتا أصرت بانها لن ولم تدع فلذات كبدها يعتنقان من بعدها المجوسية. وبعد جدال ونقاش حار بينهما، إضطر القائد المجوسي تنفيذ الشروط الثلاثة للمراة واحده تلو الاخر.

وعند إكمال الشرط الثالث والاخير رفع القائد عينيه إلى السماء فنظر وشاهد ما لم تشهده العين من قبل. إذ راى الملائكة وهم نازلون من السماء بسلالم من النور ويسبحون ازواح الشهداء ويصعدونهم إلى السماء ومن بينهم ارواح ولدي مرتا ومرتا نفسها. فحينئذٍ رمى السيف من يديه والقى بها بعيداً عنه وأعلن لجنوده بانه تَنَصَّرَ. وقبل المسيحية ديناً وعقيدةً له . فعندما تفاجأ الجنود بهذا الاعلان الصريح، سألوه ماذا حدث؟! هل سحرتك المراة؟ فأجاب: إنظروا وارفعوا روؤسكم عالياً إلى السماء لتروا ماذا يحدث! فعندما أبصر الجنود هذه المعجزة العظيمة، إنضموا إلى قائدهم واعلنوا قبولهم المسيحية وامنوا بالرب.

إلا انه عندما علم الامبراطور الفارسي بما حدث في مدينة كركوك، أرسل حملة عسكرية كبيرة حيث أستشهد القائد طهمزكرد وجنوده.

وبعد مدة بنيت هذه البقعة الطاهرة من ارض التل والتي أريقت عليها دم عشرات الالاف من الشهداء، كنيسة كبيرة سميت ب (كنيسة الحمراء). حيثُ كان يقام فيها احتفال دينياً كبير وذلك في يوم تذكار الشهيد طهمازكرد والذي يصادف (25 أيلول) ، ولا تزال كنيستنا الكلدانية تسجل في التقويم السنوي الكنسي هذا التاريخ تذكاراً للشهيد طهمازكرد.

غير ان هذه البقعة تحولت إلى مقبرة كبيرة للمسيحيين في كركوك. وخاصة بعد ان تهدمت اثناء انسحاب القوات العثمانية في نهاية الحرب العالمية الاولى عام 1918 ومن مدينة كركوك حيثُ حولتها الدولة العثمانية أي الكنيسة المقدسة إلى مخزن للعتاد والاسلحة ظناً بان الحلفاء لم يقتربوا إليها لكونها كنيسة. حيثُ فجرتها الدولة العثمانية وبما فيها من الاسلحة بغية عدم إستفادة الحلفاء من هذه الاسلحة.
 
موسوعة قنشرين للكنائس والأديرة

Print
Edit
Back
طباعة
تعديل
عودة
   

 
 
         
         
         
   

Qenshrin.com
Qenshrin.net
All Right reserved @ Qenshrin 2003-2015