موسوعة قنشرين للكنائس والأديرة
www.Qenshrin.com/church


كاتدرائية السيدة مريم أم المعونات
:الاسم
العزيزية :المنطقة حلب المحافظة ـ :المدينة سوريا :الدولة
  1831
:تاريخ التأسيس التاسع عشر :القرن
أرمن كاثوليك :الطائفة
رؤية من الأقمار
 

الأرمن في حلب
أقام الأرمن في حلب منذ عهد بعيد، طلباً للتجارة وما لبثوا أن استوطنوها نظراً إلى أهمّيّتها. ومنذ القرن الثامن كان الحجّاج الأرمن يمرّون بها في طريقهم إلى الأراضي المقدَّسة. فشيّدوا لهم معبداً صغيراً وكانت لهم دار أشبه بالخان يأوون إليه. وبُني لهم في القرن السادس عشر ما يُقال له هوكيدون (وهي تسمية أرمنيَّة تعني البيت الروحيّ) في حيّ الصليبة القديم الذي أصبح الآن مركزاً تجاريّاً يطلّ على جادّة التلل.
نمَت الجالية الأرمنيَّة واستقرّت فكان لها معبدان كبيران مفتوحان لجميع الأرمن (كنيسة الأربعين شهيداً وكنيسة السيّدة العذراء). وبَرَعَ منها شخصيّات ومفكِّرون وأدباء وفنّانون أتقنوا العربيَّة كما الأرمنيَّة. ومنذ القرن الخامس عشر نشأ بين الأرمن الحلبيّين تيّار وحدويّ مع كنيسة رومة بحسب توجيهات بطاركة سيس، واشتدّ نفوذ هذا التيّار بفضل المُرسَلين الكاثوليك وتواصل زيارة الحجّاج الأرمن إلى رومة وإقامة الكهنة فيها للدراسة، كما تؤكّد الوثائق المحفوظة.

نشأة البطريركيَّة الأرمنيَّة الكاثوليكيَّة
شهد العام 1740 إنشاء بطريركيَّة مستقلّة للأرمن الكاثوليك. وقد تحقّق ذلك بانتخاب أسقف حلب أبراهام أردزيفيان († 1749) بطريركاً، وإعلان شركتهم التامّة مع كرسيّ رومة. ثبّت البابا بندكتُس الرابع عشر هذا الانتخاب في العام 1742. وارتفع المقرّ البطريركيّ على هضبة عالية من منطقة كسروان بلبنان تُدعى بزمّار في العام 1749.

أبرشيَّة حلب للأرمن الكاثوليك
تمتّعت أبرشيَّة حلب للأرمن الكاثوليك بالتقدّم الدائم على جميع أبرشيّات بطريركيَّة كيليكيا للأرمن الكاثوليك من حين نشأتها في حلب. ولأبرشيَّة حلب الأرمنيَّة الكاثوليكيَّة ماضٍ مُشرق. فقد أزهرت بدعواتها الكهنوتيَّة والرهبانيَّة التي حملت الرسالة إلى المسكونة كلّها، وبالوعظ والتعليم وبكثرة أخويّاتها التقويَّة (نذكر منها أخويَّة الحَبَل بِلا دَنَس للعزبان التي أُنشئت في العام 1752).
وفي العام 1830 حصل الأرمن الكاثوليك على فرمان عثمانيّ اعترف باستقلاليّتهم فتسلّم أساقفتهم أمور الأبرشيّات ولمّوا شمل الرعايا وأنشأوا الكنائس. نذكر منها في حلب كاتدرائيَّة السيّدة مريم أُمّ المعونات في حيّ التلل التي شُيّدت في العام 1840.
وفي 3 شباط 1899 حصلت أبرشيَّة حلب على براءة بابويَّة أُعلنت بموجبه رئاسةً أسقفيَّةً تتبع لها كنائس كلّز وعينتاب وكسب وبيلان والإسكندرونة وأنطاكية.
وعلى أثر المذابح التي تعرّض لها الأرمن العام 1915 في كيليكيا لجأ إلى حلب كثير من الأرمن الكاثوليك، وبخاصّة سكّان مرعش وماردين وضواحيهما، مع كهنتهم وراهباتهم. وأصبحت منطقة الجزيرة والفرات من توابع أبرشيَّة حلب حتّى العام 1938، كما بقيت رعيَّة دمشق تابعة لحلب حتّى العام 1946.
وبعد الاستيلاء على لواء إسكندرون. نزح الأرمن الكاثوليك مع كهنتهم إلى حلب في العام 1939 واصطحبوا معهم سجلاّت كنائسهم المغلقة، ولا تزال محفوظة في دار المطرانيَّة.
وقد ساهم في خدمة أبرشيَّة حلب كهنة جمعيَّة دير بزمّار البطريركيَّة (منذ العام 1749)، والآباء المِخيتاريّون (منذ العام 1935)، وراهبات الحَبَل بِلا دَنَس الأرمنيّات (منذ العام 1899). كما كان الفضل الكبير للآباء اليسوعيّين (دير ومدرسة القدِّيس وارطان) وللآباء الفرنسيسكان (دير ومدرسة الأرض المقدَّسة - الرام) في مساعدة النازحين وإيواء اللاجئين وتربية الأولاد المحتاجين إثر نكبة العام 1920.
التقى التاريخان الأرمنيّ والعربيّ في حلب. وساهم الأرمن الكاثوليك مساهمة فعّالة في بناء حضارة المدينة وما يتبع لها. وقد تبوّأ عدد كبير منهم مراكز رفيعة في مجال السياسة والإدارة والعلوم والثقافة والصناعة والمهن الحُرّة.

الكنيسة الأرمنيَّة الكاثوليكيَّة بحلب، اليوم
يَعُدّ الأرمن الكاثوليك في حلب وتوابعها اليوم قرابة 20.000 شخص. ولهم 9 كنائس في كلّ من محافظات حلب والرقّة واللاذقيَّة، عدا الكنائس التي أُغلقت بسبب مستجدّات التوزّع السكّانيّ في المدن، و8 أديار للكهنة والرهبان والراهبات والإكليريكيّين تُتاخمها 6 مدارس خاصّة للناشئة والصغار من الجنسين. ولهم عدد كبير من المشاريع والمؤسَّسات والجمعيّات واللجان والأخويّات ومراكز التعليم المسيحيّ ومراكز الدراسات والنشاطات (5 مؤسَّسات و6 جمعيّات و16 لجنة و18 أخويَّة و4 مراكز تعليم مسيحيّ ومركزان للدراسات والرعويّات ومشروع للاصطياف والتريّض الروحيّ في قرية المشرفة – ناحية كسب)... سواء تلك التي ينفردون بها أو التي يشاركون فيها مع سائر الطوائف الأرمنيَّة أوالكاثوليكيَّة في حلب (نذكر منها: دار العجزة الأرمن ومركز "أريفيك" للمُعاقين، وجمعيَّة التعليم المسيحيّ، وشركة المشاريع الكاثوليكيَّة، ومستوصف مار آسيا الحكيم، والمحكمة الكنسيَّة الكاثوليكيَّة المشترَكة...).
ويرعى شؤونهم المطران بطرس مراياتي رئيس أساقفة حلب وتوابعها منذ العام 1990 (وهو الأسقف السـادس عشر على أبرشيَّة حلـب)، يؤازره عـدد من الكهنة والرهبان والراهبـات والشمامسة والعلمانيّين من الاختصاصات كافّـة (8 كهنة أبرشيّين وكاهن من جمعيَّة سيّدة بزمّار وراهب من الآباء المِخيتاريّين و7 راهبات وشمّاس). كما أنّ ثمّة كهنة من أبرشيَّة حلب يخدمون خارجها حيث تدعو الحاجة. هذا وللأرمن الكاثوليك نشرة غير دَوريَّة "نشرة الأرمن الكاثوليك" (تأسّست في العام 1954) تصدر باسمهم وترافقها مطويَّة أحديَّة "رسالة الأحد" تُوزّع على المؤمنين.
يستخدم الأرمن الكاثوليك في احتفالاتهم الطقسيَّة اللغة الأرمنيَّة ويطعّمونها بالعربيَّة في سائر القداديس. وإضافةً إلى احتفالاتهم الدِينيَّة، كما لدى مسيحيّي حلب، لهم احتفالات خاصّة بهم تصدر وفق تقويم سنويّ.

كنيسة حلب الأرمنيَّة الكاثوليكيَّة في علاقاتها وحضورها
تشارك كنيسة حلب الأرمنيَّة الكاثوليكيَّة في السينودُسات العامّة التي تعقد على مستوى الطائفة في لبنان وفي رومة. وهي تشارك أيضاً في مجلس أساقفة سورية الكاثوليك منذ تأسيسه وفي مجلس أساقفة حلب الكاثوليك وفي مجلس رؤساء الطوائف المسيحيَّة في حلب وفي اجتماعات رؤساء الطوائف الأرمنيَّة الثلاث الدَوريَّة بحلب وفي نشاطات مجلس كنائس الشرق الأوسط منذ انتسابها إليه في العام 1989.
والأرمن الكاثوليك يشاركون مع سائر الطوائف في الاحتفالات الدِينيَّة والزيارات الرسميَّة والتعاون في الخدمات الإنسانيَّة وفي المجالات الثقافيَّة والخيريَّة. في أجواء من احترام متبادَل وتفاهم ومحبّة وانفتاح وأخوّة بين جميع الكنائس الأرمنيَّة والمسيحيَّة وبين مختلف الأديان، ومن حرّيَّة دِينيَّة وتسامح دِينيّ تتميّز بهما سورية.

أحداث تاريخيَّة
عاشت أبرشيَّة حلب للأرمن الكاثوليك في الأعوام الأخيرة أحداثاً تاريخيَّة هامّة، وفي مقدّمتها الاحتفال بمرور 150 سنة على إنشاء كاتدرائيّتها بحلب (1990)، ومرور 250 سنة على إنشاء دير سيّدة بزمّار بلبنـان (1999)، والسنة اليوبيليَّة لمناسبة مرور ألفي عام على ولادة السيّد المسيح (2000)، وزيارة قداسة البابا يوحنّا بولس الثاني إلى سورية وأرمينيا، ومرور 1700 سنة على اعتماد الشعب الأرمنيّ وإعلان المطران الشهيد إغناطيوس مالويان طوباويّاً (2001)، ومرور 250 عاماً على إنشاء أخويَّة الحبَل بلا دَنَس للأرمن الكاثوليك أقدم الأخويّات التقويَّة في حلب (2002)، وذكرى مرور 50 عاماً على إنشاء مشروع السيّدة في ناحية كسب - المشرفة (بغجغاز) لاصطياف أولاد العائلات غير الميسورة (2003) وزيارة أبيها صاحب الغبطة نرسيس بدروس التاسع عشر الراعويَّة الأُولى (أيّار 2004).

كاتدرائية السيدة مريم أُم المعونات

تُعدّ كاتدرائيَّة السيّدة مريم أُمّ المعونات من أجمل كنائس حلب. ويعود أمر بنائها إلى المطران إبراهيم كوبلّي الأسقف السابع على أبرشيَّة حلب (1823-1832) († 1832) الذي قرّر أن يبني كنيسة جديدة مستقلّة لطائفته في حلب فاشترى داراً واسعة في العام 1831 كانت مُلكاً لآل قرألي، وعمد إلى تحويلها إلى كنيسة بطريقة هندسيَّة رائعة فجاءت آية في الفنّ. ثمّ كملت الكنيسة في عهد المطران باسيليوس عيواظ (1838-1860) († 1860) وأُعطيت اسم "السيّدة أُمّ المعونات". ضمّت الكنيسة بين جنباتها بدءاً من العام 1849 واحدة من أقدم أخويّات حلب التقويَّة وأهمّها: "أخويَّة الحبَل بلا دَنَس للأرمن الكاثوليك". تأسّست في العقد الخامس من القرن السابع عشر وتجدّدت في العام 1752 وكانت غايتها الالتجاء إلى والدة الله المجيدة وإكرامها الإكرام اللائق. وقدّمت الأخويَّة القائمة إلى يومنا هذا دعوات كهنوتيَّة ورهبانيَّة وأعضاء سبّاقين إلى خدمة كنيسة حلب وخارجها في شتّى الطوائف المسيحيَّة. وتُعتبر دفاتر الأخويَّة المدوّنة منذ العام 1752 والمحفوظة حاليّاً مرجعاً مفيداً لأخبار حلب الدِينيَّة.
تعرّضت الكنيسة للنهب في فتنة حلب (1850) لكنّها سلمت من الحريق. وفي العام 1870 بُلّطت حارة الكنيسة بالكامل وأُنشىء فيها هيكل قلب يسوع الأقدس وجُعلت درجاته من الرخام الأبيض (1925). تحت هذا المذبح وبجانبه مدفن أساقفة حلب، أمّا الكهنة فمدافنهم في جوانب الكنيسة. كما خُصّصت الغرفتين جانب الهيكل لخدمة المعموديَّة والاعتراف وفوق إحداهما مستودع للأواني المقدَّسة.
كان يُدخل إلى الكنيسة من نفق يقع إلى يسار ساحة الكنائس (ساحة المطران فرحات حاليّاً) وقد بُني مع الكنيسة القديمة مدخل الكنيسة الأصليّ وهو البوّابة الكبيرة من زقاق الصليبة المعروف بحارة الإفرنج. أمّا الباب الحاليّ الذي يفضي على شارع التلل فقد تمّ فتحه في العام 1910 في عهد المطران أوغسطينُس صائغ (1901-1926) († 1926) وقد سهّل هذا الباب بالإضافة إلى سابقه دخول مؤمني الأحياء المختلفة إلى الكنيسة. كما سُوّيت أرضها وأُزيل الارتفاع القائم بين ما كان يقال له بيت النسوان في الجانب الخلفيّ منها. وبُنيت الخزانة الكبيرة في السكرستيّا لكؤوس الكهنة وثيابهم وأُدخلت الكهرباء إليها، وصُنعت مقاعد الكهنة التي يجلسون عليها لتلاوة فرض الصلاة الجماعيَّة وقد تمّ ذلك كلّه في عهد المطران جرجي كردي (كورتيكيان) (1928-1933) († 1933).
وكان آخر تجديد للكنيسة وتوسيع لرواقها في العام (1963-1966) في عهد المطران جورج لائق (1959-1983) († 1983). وفي العام 1993 في عهد المطران بطرس مراياتي (1990) رُفع في باحتها النصب التَذكاريّ لشهداء الأرمن (24 نيسان) لمناسبة مرور 78 سنة على مجازر العام 1915. 

الملحقات:
تُعتبر كاتدرائيَّة الأرمن الكاثوليك والدور المجاورة التابعة لها وحدة هندسيَّة متكاملة تمتدّ على بقعة واسعة من حلب القديمة مهيِّئةً لأبناء الكنيسة الحصول على الخدمات الروحيَّة والاجتماعيَّة والتربويَّة.
- صالة سارداراباد: مسرح وصالة احتفالات كبيرة (600 شخص). أُنشئت في عهد المطران جورج لائق وجُدّدت في عهد المطران بطرس مراياتي (1990) وسُمّيت في عهده.
- مدرسة مار غريغوريوس الكبرى: استخدمها الإخوة المريميّون منذ بنائها (1907) في عهد المطران أوغسطينُس صائغ (1901-1926) († 1926) ثمّ الآباء المخيتاريّون (1938) ثمّ تحوّلت إلى ثانويَّة القدِّيس غريغوريوس (1956). وحاليّاً إعداديَّة الإيمان الخاصّة للبنين (1973، روضة – ابتدائيّ – إعداديّ، مرحلة التعليم الأساسيّ) وثانويَّة الإيمان المختلطة الخاصّة. اللغة الأجنبيَّة: الفرنسيَّة، بإدارة كهنة الأبرشيَّة.
- بناء مجاور للمدخل من اليمين مؤلَّف من طابقين: الأوّل يتمّ فيه تبادل التهاني بعد المناسبات والثاني بني في عهد المطران غريغوريوس هنديَّة (1933-1952) († 1962) ويجتمع فيه أعضاء الجوقات (قَيد الترميم).

دار المطرانيَّة
مطرانية الأرمن الكاثوليك بحلب - العزيزيَّة - شارع الغسّانيّين (التلل)
شُيّدت في العام 1954 في عهد المطران لويس بطّانيان ودشّنها الكَردينال البطريرك غريغوريوس أغاجانيان. الصرح الأسقفيّ للطائفة بحلب، تجاور كاتدرائيَّة السيّدة مريم أُمّ المعونات للأرمن الكاثوليك والملحقات الأُخرى.

 

 

 


Main موسوعة قنشرين للكنائس والأديرة

www.Qenshrin.com/church