موسوعة قنشرين للكنائس والأديرة
www.Qenshrin.com/church


دير سيدة صيدنايا
:الاسم
صيدنايا :المنطقة ريف دمشق المحافظة ـ :المدينة سوريا :الدولة
  547
:تاريخ التأسيس السادس :القرن
روم أرثوذكس :الطائفة
رؤية من الأقمار
 

يحتل دير السيدة المركز الثاني في الأهمية بعد القدس الشريف من حيث عدد زائري الأماكن الدينية في الشرق.يتربع الدير على رابية عالية تشرف على منطقة صيدنايا، فيه مكتبة تضم العديد من الكتب المخطوطة الثمينة التي تبيّن أن عهد بناء هذا الدير يرجع إلى حوالي سنة 547م.

لمحة تاريخية:
يروي المؤرخون أن الأمبراطور البيزنطي يوستنيانوس الأول لما خرج بجيوشه لمهاجمة الفرس، مرّ بطريقه عبر سوريا فوصل إلى صحرائها حيث عسكر الجند مع خيولهم ومعداتهم، ولكن ما لبث أن فتك بهم العطش نظراً لقلة المياه في تلك البقاع. وفيما هم على هذه الحالة المؤلمة، إذ بأنظار الملك تقع من بعيد على غزالة شهية للصيد، فأخذ يطاردها بحماس شديد حتى أن التعب كاد أن ينهكها، فوقعت على رأس تل صخرية، ثم اتجهت صوب ينبوع ماء عذب متدفق رقراق. وهناك لم تترك الغزالة للصياد أي فرصة ليطلق السهام عليها بل فجأةً تحولت هيئتها إلى أيقونة للسيدة العذراء يشع منها نور عظيم ... وخرجت من الأيقونة يد بيضاء وامتدت عن بعد نحو الملك الصياد، وقالت له: لن تقتلني يا يوستنيانوس ... ولكنك ستشيد لي كنيسة هنا على هذه الرابية ... عادت العذراء "الغزالة ثانية" وظهرت ليوستنيانوس مرة ثانية في الحلم وأرشدته إلى تصميم فخم، ويقال أن هذا الرسم يمثل نفس الهندسة التي بني عليها هذا الدير الشريف الذي لا يزال لليوم محتفظاً بعظمته وجماله البيزنطي.
وقد جُسدت هذه الحادثة من خلال لوحة فنية غاية في الروعة، معلقة فوق مقام الشاغورة الحالي. وهي من رسم فنان يوناني، تتحدث عن الكيفية التي بُني فيها الدير، والرسم المشار إليه أكثر تعبير من النص.

مقام الشاغورة هو القسم الأهم في دير السيدة، وهو غرفة صغيرة مظلمة تُضاء بالشموع والزيت أبداً، ذات سقف معقود تتدلى منه مصابيح عديدة مملوءة بالزيت. في جدارها الشرقي كوة ذات شبك من الفضة فوقه قطع وسلاسل ذهبية وفضية وصلبان مختلفة الأشكال مما قدمه الزوار في مختلف الأزمان.
تُحفظ أيقونة السيدة مريم العذراء، وراء هذا الشبك المسدود وفي داخل طاق محفور في الجدار، وهي إحدى النسخ الأصلية للأيقونات الأربع التي رسمت بيد الرسول لوقا البشير، وتلقب بالسريانية "شاهورة أو شاغورة" ومعناها "المعروفة والذائعة الصيت". يوجد في المقام أيقونات فنية للعذراء وغيرها، يرجع تاريخها إلى القرن الخامس والسادس والسابع الميلادي. وعن هذا المكان روت الكتب القديمة قصصاً وحكايات عن هذه الأيقونة العجائبية، فكم من سقيم شفته وكم من مصاب أبرأته.

أما الكنيسة، فهي كبيرة حسنة البناء. وروى الأب يسون اليسوعي 1660م إنها تماثل أعظم كنائس فرنسا وأجملها. يفصل الهيكل عن صحن الكنيسة حامل أيقونات "أيقونسطاس" من الخشب الملون والمحفور، يماثل في روعته أجمل ما تضم كنائس العالم، ويعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر، ويقع أمام الهيكل ووراءه فرش من الفسيفساء الملونة تمثل بعض الحيوانات، وهو غاية في الجمال. تحوي الكنيسة كذلك العشرات من الأيقونات القديمة النادرة تعتبر كنز من الناحية الأثرية. للكنيسة ثلاث قباب بديعة أكبرها القبة الوسطى التي تتخللها الشمس من كل الجهات. في سنة 1728م، وجد السائح الروسي بارسكي أن الكنيسة تشبه كنيسة طور سيناء بل تفوقها جمالاً. جُددت الكنيسة سنة 1780م.
يضم الدير بين جنباته العديد من الغرفة. يدخل الزائر إلى الدير عبر باب صغير مصنوع من الخشب السميك المصفح بالحديد.

أهم أقسام الدير وأجنحته:
المتحف والمكتبة: يقع إلى جوار مقام الشاغورة، ويحتوي على كمية كبيرة ومتنوعة من الأواني والبدلات والأيقونات والكتب المقدسة، حيث جُمع فيه كل ما يمكن اعتباره عناصر تحكي تاريخ الدير.
دائرة الرئاسة: وتقع قبالة الباب الغربي للكنيسة، وتعتبر بمثابة مقر القيادة المباشر للدير. وتتألف من عدة غرف مع فسحة سماوية، فيها مكتب ومقر إقامة رئيسة الدير ومساعدتها مع غرفة استقبال الزوار.
الميتم: يقع الميتم في القسم الشمالي الغربي للدير، يضم حالياً 35 فتاة يتيمة، يتلقين فيه كل العطف والعناية الاجتماعية والتربوية والصحية، ويفسح المجال أمامهن لمتابعة الدراسة.
حارة الراهبات: تقع في جوار الكنيسة وتتألف من عشرات الغرف، ولكل راهبة غرفة خاصة بها. يضم  الدير حالياً 39 راهبة، يهتممن بخدمة الشاغورة والكنيسة والميتم والزوار ... الخ.
دور الضيافة: تضم مجوعة كبيرة من الأجنحة والغرف المخصصة للضيوف من نزلاء الدير، موزعة في كل أرجائه.
يتبع الدير روضة ومدرسة ابتدائية تهتم بتعليم بنات الميتم، بالإضافة إلى 125 طفل آخر من أولاد البلدة. ويسعى الدير لتوسيعها حتى تصل إلى المرحلة الإعدادية.
يملك الدير أراضٍ زراعية كبيرة (حوالي 300دنم) تؤمن للدير القمح والزيتون وكمية كبيرة من الخضراوات والفواكه، كما تؤمن للحيوانات العلف المناسب، إذ يهتم الدير أيضاً بتربية الأبقار والغنم والماعز. وبذلك يكتفي الدير من موارد المزارع في تأمين الطعام.
يعتمد الدير مادياً بشكل رئيس على تقدمات المؤمنين وتبرعاتهم (المادية والعينية) كما يستفيد من موارد الخدم الكنسية التي تتم في الدير.
يساهم الدير في إعانة الكثير من العائلات المريضة، في مساعدة نساء مهجرات من مختلف الأقطار.
ترأس الدير حالياً الحاجة كريستين باز. يعيد الدير لعيد ميلاد السيدة 8 أيلول.

 
الهاتف: 00963115953342 – 00963115952399 – 00963115950547
الفاكس: 0096311592900

 

 

 


Main موسوعة قنشرين للكنائس والأديرة

www.Qenshrin.com/church